الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية تدشين قاعة تدريس ''بنت القمرة'' في كلية العلوم تكريما لروح لمياء حكيم

نشر في  07 جوان 2024  (10:10)

 تكريما لروحها وعطائها العلمي، تمّ أخيرا، تدشين قاعة تدريس جديدة في كلية العلوم بتونس على شرف روح "بنت القمرة"، كما يلقبّها التونسيون لمياء حكيم (15 أوت 1992- 8 أكتوبر 2023)، أول طفلة قمر في العالم حاصلة على شهادة الدكتوراه.

وتوفّيت الدكتورة لمياء حكيم في الثامن من أكتوبر 2023، عن عمر ناهز الـ31 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
وحازت الراحلة في جويلية 2022 على درجة الدكتوراه في علم الجينات من كلية العلوم بتونس العاصمة لتكون أوّل طالبة من أطفال القمر تحصل على شهادة الدكتوراه في العالم، بعد مناقشتها أطروحة بعنوان “الأسس الجينية للتعبير عن الشخصيات المظهرية ذات الاهتمام بعقار كورونيلا”، وهي الحاصلة أيضا على الوسام الوطني للتفوّق العلمي.
والاسم العلمي لمرض أطفال القمر، هو "جفاف الجلد المصطبغ"، أو "زيروديرما بيغمنتوزم"، وهو مرض وراثي نادر يصيب قرنية العين والجلد اللذين يصبحان حسّاسين تجاه الأشعة فوق البنفسجية الموجودة بأشعة الشمس، وحتى في مصابيح الإضاءة العادية، وتمّ اكتشافه للمرّة الأولى عام 1870.
ويعيش أطفال القمر أو المصابون بمرض جفاف الجلد المصطبغ معركة يومية سقف طموحهم فيها هو البقاء على قيد الحياة، بعيدا عن أشعة الشمس، التي تضطرّهم إلى الانسحاب في الحجرات المظلمة أو التخفّي خلف أقنعة وملابس واقية تحجبهم وأحلامهم في عالم خاص جدا.
لكن الراحلة لمياء حكيم، تحدّت الشمس -قبل أن تهزمها الأخيرة نهائيا أواخر العام الماضي- فاختارت أن تعيش تحت الأضواء وألّا تهاب أشعّتها، فكانت الممثلة المتميّزة في فيلم "بنت القمرة" (إنتاج 2018) للمخرجة هبة الذوادي، الذي يحكي أحلام أطفال القمر ومعاناتهم، وهي أوّل طالبة في العالم تحصل على شهادة دكتوراه في علم الجينات والوراثة.
رحلت لمياء حكيم، "ابنة القمر" لكن بريق تفوّقها العلمي ومسارها الإنساني المتحدّي كلّ المصاعب والعراقيل، ظلّ منارة يهتدي بها أمثالها ممّن أصابهم هذا المرض.